6 تريليون دولار من قيمة الأسهم الصينية تلاشت خلال ثلاث سنوات
لم تكن بداية الأسهم الصينية سيئة خلال عام 2024 فقط، بل كانت الأمور صعبة منذ فبراير (شباط) 2021 عندما وصلت إلى ذروتها الأخيرة. على مدى السنوات الثلاث الماضية، انخرطت قيمة الأسهم الصينية وهونغ كونغ بما يعادل ضعف الناتج الاقتصادي السنوي لبريطانيا تقريبًا، أي بنحو ستة تريليونات دولار.
بحسب البيانات المتاحة، فإن مؤشر "هانغ سينغ" انخفض بنسبة 10 في المئة حتى الآن هذا العام وحده. وتراجع مؤشر "شنغهاي" المركب ومؤشر "شنتشن" المركب بنسبة سبعة و10 في المئة على التوالي. تسلط هذه الخسائر المذهلة الضوء على أزمة الثقة بين المستثمرين فيما يتعلق بمستقبل البلاد.
في مذكرة بحثية حديثة لبنك "غولدمان ساكس"، أشار المحللون إلى أن السنوات الثلاث الماضية كانت فترة صعبة للمستثمرين والمشاركين في السوق الصينية. وفي الوقت الحالي، تتداول الأسهم بتقييمات مكبوتة ومخصصات منخفضة منذ عقد من الزمن، مما يجعل الأمور أكثر تحديًا لتحقيق الثقة والاستقرار في الأسواق.
التحديات التي تواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم تشمل تراجعًا قياسيًا في العقارات، والانكماش الاقتصادي، والديون، وتقلص القوة العاملة، بالإضافة إلى التحول نحو سياسات قد تؤثر في القطاع الخاص وتثير مخاوف الشركات الأجنبية. يعكس انهيار الأسهم الصينية تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة، مما يدفع المستثمرين إلى القلق بشأن اتجاه الاقتصاد الصيني.
بالإضافة إلى ذلك، ترتبط التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بتراجع المستثمرين الأميركيين عن الاستثمار في الأسهم الصينية، مما يزيد من التوتر في الأسواق. وتعكس هذه التطورات الحاجة المتزايدة إلى سياسات حكومية فعّالة لدعم المطورين العقاريين، وتحفيز الطلب على الإسكان لحل أزمة العقارات، والتي تعتبر محورًا للمشكلات الاقتصادية في الصين.
ما هي حلول بكين؟
وتعهد رئيس مجلس الدولة، الذي ترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء، باتخاذ إجراءات لتعزيز سوق الأسهم وتحسين السيولة، وفقاً لقراءة نشرتها وكالة أنباء "شينخوا"، من دون أن يوضح تفاصيل الإجراءات، ولكن تزامناً مع هذا التعهد، تحركت البنوك الكبرى المملوكة للدولة لدعم اليوان الصيني، من أجل منع العملة من الخفض بسرعة كبيرة، مع خفض الأسهم الصينية، وفقاً لتقرير "رويترز".
وذكرت "بلومبيرغ" أن السلطات خصصت أيضاً ما لا يقل عن 300 مليار يوان (42 مليار دولار) من الأموال المحلية للاستثمار في أسهم البر الرئيس الصيني.
وقال كبير استراتيجي العملات الأجنبية الآسيوية في بنك "ميزوهو"، كين تشيونغ، "إذا ثبت صحة الإشاعات، فإن برنامج شراء الأصول يمكن أن يولد حجماً كبيراً من تدفق الشراء باليوان". ويعتقد أيضاً أن بنك الشعب الصيني قرر عدم خفض أسعار الفائدة، لمنع خفض قيمة اليوان بصورة أكبر، لكن تقرير "بلومبيرغ" كافياً لوقف مزيد من الانخفاضات في تعاملات أمس الثلاثاء، إذ أغلق مؤشر "هانغ سينغ" القياسي في هونغ كونغ مرتفعاً بنسبة 2.6 في المئة، وارتفع مؤشر "شانغهاي" المركب بنسبة 0.5 في المئة.
وأثار تراجع سوق الأسهم غضباً شعبياً على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، إذ دعا عديد من الأشخاص المنظمين إلى اتخاذ تدابير فعالة لوقف الانخفاض، ويستثمر أكثر من 220 مليون فرد في أسواق الأسهم الصينية، وفقاً للأرقام الرسمية، ويمثل هؤلاء الأشخاص 99 في المئة من إجمالي قاعدة المستثمرين.
كانت المواضيع المتعلقة بـ"هبوط السوق" و"إنقاذ سوق الأسهم الصينية" رائجة على موقع "ويبو"، أمس الثلاثاء، وحتى الشخصيات المؤثرة البارزة التي عادة ما تتحدث عن الخط الرسمي، حثت بكين على اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ صغار المستثمرين. وقال رئيس التحرير السابق لصحيفة "غلوبال تايمز" الحكومية، هو شي جين، على موقع "ويبو"، "أنا حزين في شأن أداء سوق الأسهم اليوم، لقد تجاوز تأثير التراجع المستمر لسوق الأوراق المالية سوق رأس المال، وكان له تأثير سلبي على الثقة في الاقتصاد بأكمله والثقة الاجتماعية الشاملة، وأعتقد أن هذه قضية ملحة تحتاج إلى معالجة لمنع الأخطار المالية وتعزيز الثقة الاجتماعية"، مشيراً إلى أنه تكبد خسارة إجمالية تزيد على 70 ألف يوان (9857 دولاراً) منذ أن بدأ الاستثمار في سوق الأسهم في يونيو (حزيران) الماضي.
